لماذا يجب عليك أن تقرأ و تطالع أكثر؟ وكيف تحقق ذلك

بسم الله الرحمان الرحيم .
إن كنت شخصاً فضولياً، هذا يعني احتمال وجود كومة متزايدة من الكتب بجانب سريرك (أو أنك تنتظر بصبر الإنتهاء من القارئ الإلكتروني)، لكن الأمر المضحك أنك كل ليلة تنهي بضع صفحات فقط قبل أن تغرق في النوم.
القراءة و المطالعة

فالقراءة تستغرق وقتاً، وأن نكون من النوعِ البطيء أو المتوسط السرعة أثناء القراءة لا يؤثر فقط على حياتنا الشخصية، بل له آثار هامة عندما يتعلق الأمر بحياتنا المهنية، حيث أن القدرة على استيعاب وتحليل المعلومات المكتوبة تلعب دوراً محورياً في التقدم الوظيفي، ولحسن الحظ، يمكنك أن تتعلم كيفية استيعاب النص بشكلٍ أسرع.

إن كنت ترغب في زيادة سرعة قراءتك، فالجدير ذكره هو أن تحدد سرعة القراءة التي ترغب كسبها أو الوصول إليها،يمكنك التعلم بواسطة دورات القراءة السريعة  التي تجعلك تقرأ بشكلٍ أسرع وأكثر كفاءة، وحتماً تمكنك من حفظ جميع المعلومات التي إستوعبتها.
ماهي القراءة السريعة؟
القراءة السريعة عبارة عن مجموعة من الأساليب التي تهدف إلى زيادة معدلات سرعة القراءة دون التأثير بشكل كبير على الفهم أو الحفظ، هذه الطرق تشمل طرقا لاستخدام الذاكرة والقضاء على القراءة الصامتة.بالرغم من أن العين الواحدة تكون مثبتة على كل كلمة وفراغ أثناء عملية القراءة، إلا أن سرعة القراءة تصبح ممكنة عند التقليل من مدة وقفات العين وثباتها، على العموم، لا يوجد تعريف مطلق للقراءة "العادية" و" القراءة السريعة " من الناحية العملية حيث أن جميع القراء يستخدمون بعض التقنيات المستخدمة في القراءة السريعة (مثل فهم الكلمات دون التركيز على كل حرف، عدم قراءة كل كلمة بصوت، تحريك الشفتين دون إصدار صوت عند قراءة بعض العبارات، قضاء وقت أقل على بعض العبارات أو المرور السريع على بعض المقاطع).
في حين أن متوسط معدل سرعة القراءة لدى الكبار هو 250 كلمة في الدقيقة مع استيعاب قد يصل إلى 70% فإن برامج سرعة القراءة عادة تحسن سرعة القراء إلى 500 كلمة في الدقيقة أو أكثر.
برامج سرعة القراءة متاحة من خلال الدورات التدريبية سواء الشخصية أو عبر البرامج الإلكترونية والكتيبات .
بإختصار ،إن دورات القراءة السريعة تجعلك أفضل في معالجة المعلومات الجديدة، وبالتالي تفتح المجال أمامك لفرص جديدة في حياتك المهنية والإبداعية الشخصية.

و الآن إليك أربعة أسباب ستجعلك تقرأ بقدر المستطاع :
1. سيبقى دماغك نشطاً:
مع تقدمنا في العمر ليست فقط أجسادنا التي تتدهور حالتها الصحية، بل أيضاً عقولنا التي تميل إلى الإضمحلال بمعدلٍ مثيرٍ للقلق، إلا إذا تلقت كميات مفيدة من التحفيز التي تجبر عقولنا على “التدريب”، حيث أن الحفاظ على دماغك نشطاً يلعب دوراً حاسماً في محاربة أعراض التقدم في السن مثل الضعف الإدراكي والاكتئاب والخرف، فالقراءة هي إحدى أفضل الطرق للحفاظ على الدماغ نشطاً وصحياً.
في الواقع، إن دراسة حديثة نشرت في مجلة الأكاديمية الأمريكية لعلم الأعصاب وجدت أن النشاط المعرفي المتكرر يرتبط مباشرة مع انخفاض الإدراك البطيء في وقت لاحق من الحياة.

2. ستنام بشكلٍ أفضل:
على عكس الهاتف الذكي أو الكمبيوتر المحمول وشاشته المشرقة التي تمنع قدرة الجسم على إنتاج الميلاتونين الذي يجعلك تغفو في وقتٍ لاحق،فإن الكتب تحفز الدماغ بطريقة مجدية ومنتجة دون انتاج الإشعاع البصري ذو الموجة القصيرة الذي يؤخر وقت نومك ويسبب الدوار لعقلك.
كما أن جسمك يشعر بالتعب والضعف بعد ممارسة الرياضة، بشكل مماثل سيصبح دماغك مرهقاً وستشعر بالنعاس بعد قراءة فصلٍ أو اثنين من كتاب جيد.

3. المعرفة قوة:
كلما زادت معرفتك عن مجموعة واسعة من المواضيع ( التي لم يتم شرح العديد منها على التلفزيون أو وسائل تعليمية أخرى بطريقة ذات معنى )، زادت إمكانيتك في المضي قدماً في حياتك المهنية والشخصية.
هذه حقيقة، خاصة، في عصر المعلومات الذي نعيشه، حيث أننا نتنافس باستمرار للحصول على أفضل الأجور والمهن التي تتطلب معرفة عميقة في موضوعات هامة لا تعد ولا تحصى.

4. ستصبح أكثر تعاطفاً:
تبقى الكتب أفضل طريقة لفهم وجهة نظر الآخر، حتى إنها تقدم نظرة سريعة لا مثيل لها من عوالم وحيوات مختلفة على مر التاريخ، وأنت حتى لم تغادر أريكتك المريحة، ومعرفة المزيد عن أشخاصٍ غالباً لن تصادفهم في حياتك الحقيقية هو حتماً قيمة مضافة لك.
في الواقع، اكتشف باحثون من جامعة بوفالو Buffalo مؤخراً بأن قراءة اﻷدب القصصي يحسن شعور التعاطف من خلال تحسين فهم اﻷشخاص للآخرين (حتى لو كان “الآخرون” المعنيون ليسوا أشخاصاً حقيقيين)، وهذا اﻷمر له آثارٌ عميقة و نواحي مختلفة، من تعزيز العلاقات الشخصية وصولاً إلى تجنب المشاكل الإجتماعية ، اﻷمر الذي يعتمد على شعور قوي وصحي من التعاطف.

إذاً في المساء، ضع هاتفك الذكي جانباً وضع مجموعة كتب على منضدتك حيث أن دماغك ومهنتك وحتى سلوكك أو تفكيرك سيتغير حتما.