دراسة علمية لعلاج الذكريات المؤلمة و الحزينة


بسم الله الرحمان الرحيم.
الذكريات المؤلمة أو الحزينة يمكن أن تؤدي إلى مشاكل منهكة، مثل القلق والاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة، أو اضطرابات فصامية.لكن هناك نوع من الذكريات المخبأة التي لا يمكن تذكرها و تحمينا من الألم العاطفي لهذا الحدث.
ويعتقد أن عملية تعرف باسم الخضوع للحالة تعمل لمساعدتنا على تشكيل الذكريات التي لا يمكن الوصول إليها أثناء الوعي العادي. لذلك، فإن ذكريات شكلت في مزاج معين، أو قلق  أو اللأعراض التي يسببها الدواء يمكن استردادها عندما يعود الدماغ إلى الحالة الطبيعية.
في دراسة جديدة على الفئران، اكتشف العلماء لأول مرة الآلية التي يعتمد عليها الدماغ ،بجعل الذكريات المرتبطة بالخوف لا يمكن الوصول إليها بوعي.
قالت الباحثة الرئيسية يلينا رادولوفيتش، أستاذة مرض الإنفصام في كلية الطب فاينبيرغ بجامعة نورث وسترن ،"أظهرت النتائج وجود مسارات متعددة لتخزين الذكريات عند الخوف، ووصلنا إلى مسألة مهمة للذكريات المرتبطة بالخوف" "وهذا يمكن أن يؤدي في النهاية إلى علاجات جديدة للمرضى الذين يعانون من اضطرابات نفسية لمن لديهم ذكرياتهم مؤلمة ."
وتقسر ذلك بأنه هناك اثنين من الأحماض الأمينية، الغلوتامات و جابا (glutamate and GABA) في الدماغ ،;هما المسؤولان عن  المد والجزر في العاطفية والسيطرة علي الخلايا العصبية بتحميسها أو تثبيطها (تهدئتها). في ظل ظروف طبيعية لنظام متوازن طبعا.
و هناك نوعان من المستقبلات GABA.
النوع الأول : هو مستقبلات GABA متشابكة، وتعمل جنبا إلى جنب مع مستقبلات الغلوتامات لتحقيق التوازن بين الإثارة في المخ و الاستجابة لأحداث خارجية مثل التوتر.
النوع الثاني : مستقبلات GABA جد متشابكة Extra-synaptic GABA تعمل على تغيير حالة الدماغ على تجعلنا نشعرالحماس، النعاس ، بالإثارة الجنسية ،تجعلنا في حالة تأهب،أوفي حالة ثمالة،و ما إلى ذلك. وإضافة إلى ذلك اكتشف العلماء دورا حاسما آخر لها ، فهذه المستقبلات تساعد أيضا الذكريات لترميز لحدث ما ومن ثم تخزينها بعيدا،لإخفائها عن وعي الإنسان.
لتسهيل الفهم أكثر تقول رادولوفيتش أن وظائف الدماغ تعمل على موجتين مثل موجات الراديو AM و FM " فإذا إفترضنا انه يتم ضبط الدماغ عادة على محطات FM للوصول إلى ذكريات، فعند حدوث ذلك الحدث الأليم يتم تنشيط  المستقبلات GABA ،فيتحول الدماغ إلى محطات AM ".
وفي الدراسة الجديدة، التي نشرت في كلية الطبيعة وعلوم الاعصاب، ناول الباحثين الفئران  gaboxadol، وهو دواء الذي يحفز مستقبلات GABA من النوع الثاني.و التي توصلهم إلى حد الثمالة قليلا ،وهو  ما يكفي لتغيير حالة الدماغ
ثم وضعت الفئران في صندوق وتم تعريضها لصدمة كهربائية خفيفة و قصيرة لتخويفها.ثم أعيدت الفئران إلى نفس الصندوق في اليوم التالي ،فأخذو بالإنتقال بحرية دون خوف، إشارة إلى أنها لا تتذكر الصدمة السابقة . ومع ذلك، عندما وضع العلماء فئران متناولة للمخدرات واعادتها إلى نفس الصندوق مرة أخرى  ،تجمدت من الخوف، وتوقعت صدمة أخرى.
" ودل هذا أنه عندما أعيدت الفئران لحالة الدماغ نفسها التي أنشأتها المخدرات، تذكرت تجربة مرهقة للصدمة وأظهرت التجربة أنه عندما تم تنشيط مستقبلات Extra-synaptic GABA  مع المخدرات، غيرت الطريقة التي تم ترميز الحدث  لها." 

الخلاصة :كيفية إستعمال هذه النتائج في العلاج
النتائج تعني أنه لعلاج صدمة بعض الأفراد، بدلا من تفعيل نظام الغلوتامات لتخزين الذكريات، سيتم تفعيل نظام GABA المعقد لتصبح الذكريات المؤلمة من غير الممكن الوصول إليها.وتجعلها من الذكريات المخبأة التي لا يمكن تذكرها للحماية من الألم العاطفي.

تم نشر هذه المقالة من قبل جامعة نورث وسترن. Futurity.org